هل حلمتم يوما بالاسترخاء ومشاهدة مجموعات النجوم تنعكس على صفحة المياه الرائقة كمرآة؟ إذا كانت الإجابة نعم فأعدوا حقائبكم واستعدوا لتذهبوا في رحلة إلى بحيرة تيريل الساحرة، الواقعة في ولاية فيكتوريا في أستراليا.
دعونا إذاً نغوص في جمال وعجائب هذه الوجهة الاستثنائية.
أين تقع بحيرة تيريل؟
تقع هذه البحيرة في الجزء الشمالي الغربي من ولاية فيكتوريا، بالقرب من بلدة سي ليك الصغيرة، على بُعد حوالي 314 كيلومترًا من ملبورن، مما يجعلها وجهة مثالية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو التوقف والاستمتاع بجمالها لبعض الوقت كجزء من رحلة أكبر.
LISTEN TO
مشوار إلى غابة دينتري المطيرة في كوينزلاند: اكتشفوا جنة خضراء عمرها أكثر من 180 مليون عام
SBS Arabic24
25/06/202406:50
ما الذي يجعل بحيرة تيريل مميزة؟
بحيرة تيريل ليست مجرد بحيرة عادية؛ إنها بحيرة مالحة، واسمها يعني باللغة المحلية "السماء". وهذا الاسم يتناسب تماما مع الصفات الفريدة للبحيرة التي غالبًا ما تجعلها تبدو كما لو أن السماء معكوسة على سطحها.
تشكل المياه الضحلة لبحيرة تيريل مرآة عاكسة طبيعية، مما ينتج صورًا مذهلة للسماء، خاصة عند شروق الشمس وغروبها.
تمتد البحيرة على مساحة تقترب من 21 ألف هكتارًا، مما يجعلها أكبر بحيرة مالحة في فيكتوريا.
ومما يميز البحيرة أيضا التفاعل بين الألوان، حيث يمكن أن تظهر البحيرة باللون الوردي أو الأحمر أو حتى الأرجواني بسبب وجود بعض الطحالب والملوحة العالية.
تخلق هذه الظاهرة، جنبًا إلى جنب مع السماء الواسعة المفتوحة، منظرًا طبيعيًا سرياليًا يشبه الحلم ويعتبر مقصدا للباحثين عن المناظر الطبيعية الخلابة والمصورين.
أهمية المكان للسكان الأصليين
تحمل بحيرة تيريل أهمية ثقافية كبيرة للسكان الأصليين، وخاصة شعب بورونج الذي عاش في المنطقة منذ آلاف السنين وله علاقة روحية عميقة بالأرض.
يشتهر شعب بورونج بمعرفته الغنية بعلم الفلك، وكانت بحيرة تيريل جزءًا مهمًا من تقاليده وممارساته الملاحية. ويعتقد أن موقع البحيرة استخدم كمرصد فلكي، حيث عززت السماء الصافية والسطح العاكس قدراتهم على مراقبة النجوم.
بحيرة تيريل مكان شهير يقصده السياح والسكان المحليون على حد سواء، وخاصة أولئك الذين لديهم شغف بالتصوير الفوتوغرافي والطبيعة وعلم الفلك.
أفضل وقت لزيارة بحيرة تيريل هو خلال الأشهر الباردة من أبريل إلى أكتوبر. خلال هذه الفترة، يكون الطقس أكثر راحة، وينخفض منسوب المياه في البحيرة، مما يعزز جودة انعكاس السماء على سطحها.
ومع ذلك، من المهم التحقق من أحوال الطقس قبل زيارتك، حيث أن الأمطار الغزيرة يمكن أن تغير مظهر البحيرة وسهولة الوصول إليها.
A fence covered with pink salt in the middle of the beautiful Lake Tyrrell, Sea Lake, Victoria, Australia, during a stormy sunset. Source: Moment RF / Monica Bertolazzi/Getty Images
في حين أن بحيرة تيريل هي نقطة الجذب الرئيسية، إلا أن هناك العديد من المواقع والأنشطة البارزة الأخرى في المنطقة التي تستحق الاستكشاف مثل بلدة Sea Lake والتي تعتبر هي بوابة بحيرة تيريل.
تشتهر أيضا منطقة Wimmera-Mallee بمسار Silo Art Trail، وهو عبارة عن سلسلة من الجداريات المذهلة المرسومة على صوامع الحبوب حيث تحكي كل قطعة فنية قصة فريدة عن المجتمع المحلي وتراثه.
هناك أيضا بلدة ويتشبروف التي رغم صغرها تتمتع بقدر من الشهرة، حيث أنها موطن لأصغر جبل مسجل في العالم، والذي يسمى Mount Wycheproof.
هناك أيضا حديقة موراي سانسيت الوطنية التي توفر مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، بما في ذلك البحيرات والكثبان الرملية والحياة البرية الوفيرة. وهي مكان رائع للمشي لمسافات طويلة ومشاهدة الطيور والتخييم.
يقدم العديد من منظمي الرحلات السياحية جولات فلكية ليلية حول البحيرة حيث يمكن للزوار التعرف على النجوم والكواكب والعلاقة الفريدة التي تربط السكان الأصليين بالسماء ليلاً.
تعد بحيرة تيريل وجهة ساحرة تجسد الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة. فلا تفوتوا فرصة التقاط صور مذهلة، و التعرف على التراث الأسترالي والاستمتاع بالجمال الطبيعي الهادئ وأعدوا أنفسكم لزيارة قريبة للبحيرة الفريدة.
