هل ربة المنزل عنصر مهم في المجتمع أم إضافة غير منتجة؟

Sara Bouhabba & her Husband Dr Keith Al Hassani

Sara Bouhabba & her Husband Dr Keith Al Hassani

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

في الحلقة الرابعة من بودكاست "هي" تستعرض سناء وهيب المفاهيم الخاطئة بشأن ربات المنزل. فمن خلال الحديث معهن أوضح البعض أنهن اخترن البقاء في المنزل من أجل الزوج والأطفال وأخريات أجبرتهن الظروف على ذلك.


في زمن تغيرت فيه المفاهيم، أصبح من غير الطبيعي وأحيانا من المستهجن ألا تعمل السيدة خارج بيتها إلى حد دفع بعضهم لوصف ربة البيت "بالدونية."

وأمام كل ما يواجه ربة المنزل من ضغوطات الحياة وأحكام مسبقة وغيرها، أضحى أحيانا لسان حالها يقول "أنا لست مهمة" و"ما دوري في الحياة، فإنني لا أبدي آرائي عندما تتحدث السيدات العاملات لأنهن أفضل مني".

"ربات المنزل أو سيدات البيت" منهن من اختارت البقاء في البيت تضحية منها من أجل زوجها وأطفالها وهناك من اختارت الاستمرارية في هذا الوضع لأن العمل خارجه لا يناسبها وهناك من فرض عليها المجتمع البقاء في البيت لظروف قهرية.

أثناء التحضير لهذه الحلقة، فوجئنا برفض بعض السيدات الحديث عن وضعهن أما البعض الآخر فاعتذر قبيل التسجيل بأيام قليلة أو لساعات أما العذر فكان الشعوربالاحراج والخجل. أما بعضهن الآخر فتحدثن بكل ثقة معتبرات أن مهنة ربة بيت أسمى وأرقى من كل المهن.

في هذا البودكاست، تحدثت أربع سيدات مهنتهن "ربات منزل" وهن من خلفيات وأعمار مختلفة مع أس بي أس عربي24 وأجابت كل منهن عن كل الأسئلة الشائكة والأخرى التي يعتبرها غيرهن "محرجة" بشأن مفهوم ربة المنزل.

فكانت كل من سعاد السورية 73 عاما وناتالي اللبنانية 39 سنة وأليبرا السورية 54 عاما وسارة المغربية الثلاثينية بطلات هذا البودكاست وقد تكون قصصهن مختلفة عن بعضهن البعض لكنها قد تشابه في نفس الوقت قصص الملايين من السيدات حول العالم واللواتي يتخذن من "ربة منزل" مهنة لهن.

ثمة من يرى أن بقاء السيدة في البيت يعود إلى نشأتها في بيت لا يؤمن بقدرتها على العمل ويمنعها من رسم حياتها ومستقبلها: بالعودة معها في الزمن تكون غالبا تلك الطفلة التي تٌربى لتكون أما أو زوجة فقط لا غير.

وفي هذا الصدد، أشارت كل من سعاد وألبيرا إلى أنهما لم تكملا دراستهما لظروف عائلية حيث تركت كل واحدة منهن المدرسة لمساعدة الأهل في تربية إخوتها.

قالت سعاد:
تركت المدرسة في سن صغيرة وكنت مجبرة على مساعدة أهلي في تربية إخوتي وبعد الزواج انتقلت الى بيت أهل زوجي وانشغلت أيضا في تربية إخوته
Souad Saad
Souad Saad
أما ناتالي فكانت ظروفها مغايرة عن ألبيرا وسعاد ذلك أنها وصلت إلى أستراليا في سن مبكرة وولجت مدارسها لكنها تعلمت من خلال مراقبتها لوالدتها وخالاتها أن دور المرأة الأساسي هو الاعتناء بنظافة البيت وسلامة الأطفال.

وفي نفس الموضوع، أشارت سارة وهي خريجة جامعة باريس وزوجة البروفيسور كيت الحسني أن والدتها تخلت عن عملها في مجال التعليم للإعتناء بأطفالها الذين تبؤوا مناصب مهمة فيما بعد.
تظل أمي مثلي الأعلى فهي التي استجابت لطلب والدي وتخلت عن عملها للاعتناء بي وبإخوتي وأنا أحذو بكل فخر حذوها
وغالبا ما يتم وصف ربة المنزل بالسيدة غير الطموحة وغير المنتجة، وفي ذلك تحدثت النساء الأربعة وأدلت كل واحدة منهن برأيها وتبين من خلال حديثهن أن شغلهن الشاغل يكمن في الاعتناء بالبيت والأسرة.
 
قالت سعاد:
بعد انتقالي إلى أستراليا أصيب زوجي بمرض عضال فأصبح همي الوحيد هو الاعتناء بصحته
أما ألبيرا، فبالاضافة الى اعتنائها بعائلتها، بقي حلم تعلم اللغة الانجليزية يراودها.
أحاول تعلم اللغة الانجليزية فهي الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافي
Albera saad
Albera Saad
في الوقت الذي تحرص فيه ناتالي على الاعتناء بكل تفاصيل بيتها وسلامة أبنائها.

وكان رد سارة بأنها تشعربالفخر لتوفير الراحة لزوجها لكي يتمكن من تحقيق طموحاته في مجال الطب والابتكارات العلمية.

البقاء في البيت من أجل زوج أو بسبب الزوج أو لظروف أخرى يجعلنا نتساءل ما إذا كانت كل منهن راغبة في تغيير وضعها أم هي فخروة بحياتها.

قالت سعاد إنها نادمة جداً لعدم إتمام دراستها لكنها لا تندم على كل خدمة إنسانية قدمتها لأفراد عائلتها وخاصة رفيق دربها.
أنا أحب زوجي وسأظل أعتني به لأنني أحبه.
ويبقى الندم أيضا مصاحباً لألبيرا الطموحة التي عملت لبضع سنين في بلدها الأم سوريا لتحول اللغة الانجليزية دون انخراطها في سوق العمل في أستراليا .أما ناتالي وسارة فقالتا إنهما لا تشعران بالندم لأن الأولوية الأولى والأخيرة بالنسبة لهما تتجلى في راحة وسلامة عائلاتهن.
Albera Saad
Albera Saad
السؤال الذي تم طرحه في بداية هذه الحلقة من بودكاست "هي" كان ولا يزال ما إذا كانت ربة البيت عنصراً مهماً أم إضافة، وفي ذلك أكد خبير العلاقات الأسرية إيميل غريب بأن الدراسات والأبحاث الراهنة توضح بأن تواجد الأم في البيت إلى جانب أفراد أسرتها يشعرهم بالراحة والطمأنينة والتوازن.
Sara Bouhabba's kids
Sara Bouhabba's kids
كما أكد إيميل أن مهنة ربة منزل أهم المهن وأسماها وأصعبها، ذلك أن السيدة تعمل بشكل متواصل ومجاناً دون كلل وتهتم بكل التفاصيل.

استمعوا إلى هذه الحلقة من بودكاست "هي" في الرابط الصوتي المرفق أعلاه

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

شارك