"نحن لا نكره الرجل ولكن بعض التقاليد يجب ان تنتهي": الحركة النسوية بعيون حقوقيات عربيات في استراليا

Ladies.jpg

ضيفات حلقة هذا الاسبوع من بودكاست هي

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

هل النسويات كارهات للرجل؟ هل يسعين لهدم العادات والتقاليد المجتمعية؟ ... تثير الحركة النسوية منذ انطلاقها في القرن التاسع عشر الكثير من الجدل والتساؤلات وكذلك الاتهامات... في حلقة هذا الأسبوع من بودكاست "هي" مع هناء ياسين، تتحدث نسويات أستراليات عن المفاهيم المغلوطة التي يحاربن من أجل تغييرها في المجتمع العربي.


النقاط الرئيسية
  • النسوية "هي المطالبة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وهي بالحقيقة تسعى لانصاف النساء"
  • الحركة النسوية والتي انطلقت في العام 1848 في نيويورك تثير لغطا في المجتعات العربية والغربية على حد سواء
  • ينظر الكثيرون للنسويات العربيات على انهن نسخا طبق الاصل من نظيراتهن الغربيات، يحملن نفس القيم ويسعين لنفس الهدف
مازال الحديث عن حقوق المرأة امرا مثيرا للجدل. ورغم ان التاريخ قد طوى عهودا كانت تعتبر ان المرأة لا تصلح الا للانجاب فقط وتعاملها كمتاع يملكه الرجل الا ان النقاش حول مكانتها في المجتمع يبقى نقطة خلاف ساخنة 

وتقف المرأة النسوية في قلب النقاش المجتمعي حول حقوق النساء اليوم.. فمن هي هذه المرأة هل هي حقا في حرب ضد الرجل وما الذي تطالب به وتسعى لتحقيقه ؟ 

وتقول السيدة ايمان الدسوقي الناشطة الحقوقية والتي تعمل في منظمات مدنية تعنى بتمكين المرأة إن النسوية التي تؤمن بها
"هي المطالبة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وهي بالحقيقة تسعى لانصاف النساء"
الناشطة في قضايا تمكين المرأة السيدة ايمان الدسوقي
الناشطة في قضايا تمكين المرأة إيمان الدسوقي
ولكن اذا كان الهدف من الحركة النسوية كما تقول الدسوقي هو خلق مجتمع عادل ومنصف يحترم حقوق النساء فلماذا ينظر اليها البعض نظرة شك وريبة

تقول الدسوقي عن هذا الانطباع "طريقة الطرح في الاعلام وخاصة العربية فيها تحيز وكأنها اعلان حرب بين الرجل والمرأة"

"بعض الاعلام يصور النسويات وكأنهن كارهات للرجل وهذا غير صحيح! فالنسوية لن تحقق اهدافها دون الرجل"
وتشرح الدكتورة رندا عبدالفتاح المختصة في علم الاجتماع في جامعة ماكوراي إن الحركة النسوية والتي انطلقت في العام 1848 في نيويورك تثير لغطا في المجتعات العربية والغربية على حد سواء
الدكتورة رندا عبدالفتاح الباحثة في علم الاجتماع
الدكتورة رندا عبد الفتاح الباحثة في علم الاجتماع
"المجتمعات العربية ليست وحدها التي تضم اراءا متباينة حول النسوية، الحال نفسه مع المجتمعات الغربية"

يتهم البعض النسويات بأنهن يحملن معاول الهدم لعادات وتقاليد راسخة في وجدان المجتمعات خاصة العربية منها، وترد الناشطة اسراء سده والتي تعمل في مجال تمكين المهاجرات في استراليا على هذا الاتهام بالقول ان بعض الانماط الاجتماعية تستحق بالفعل المحاربة

"المجتمع الشرقي العربي متأثر بالابوية والذكورية العالمية وهي مجموعة سلوكيات وافكار وقوانين رسمية او متعارف عليها اجتماعيا وتقوم على الاعتقاد بضرورة هيمنة الرجل على المرأة وشرعنة تسلطه في المجالات كلها"
الناشطة في قضايا تمكين النساء إسراء سدة
الناشطة في قضايا تمكين النساء إسراء سدة
"أصبحت بعض المعتقدات راسخة ومقبولة مثل ان الرجل لايعيبه شئ بينما المرأة محاطة بالعيب والمحظورات دائما بالاضافة لتبرير التحرش والاغتصاب ولوم الضحية الانثى"
وتؤكد ايمان الدسوقي على هذا الموقف معتبرة ان النسوية هي تمرد على اوضاع مجتمعية مقيدة للمرأة

"العادات والتقاليد ليست موروثات دينية بل هي سلوكيات منها الصحيح ومنها الظالم، والنسوية هي تمرد على انظمة عالمية ابرز سماتها الذكورة، ونضيف في استراليا سمات مثل الاثنية الانجلوساكسونية والانتماء للطبقة المتوسطة"

وينظر الكثيرون للنسويات العربيات على انهن نسخا طبق الاصل من نظيراتهن الغربيات، يحملن نفس القيم ويسعين لنفس الهدف وهذا بحسب الدكتورة رندا عبدالفتاح ما يفسر رفض الكثير في المجتمعات العربية للنسويات باعتبارهن حاملات لفكر دخيل على مجتمعاتهن المحلية

"الرفض الذي يحمله البعض تجاه النسوية هو اعتقادهم بأن ما نتحدث عنه هو النموذج الذي يرونه في الاعلام لنساء غربيات يدافعن عن النموذج الغربي، وهذه هي المشكلة لأنني كعربية ومسلمة أؤمن بأن المساواة والعدالة والكرامة والحرية هي جزء من الاسلام والثقافة العربية"

وتعتز النساء العربيات الاستراليات بأنهن قد تمكن من خلق نهج حقوقي متفرد يمثلّهن ويعكس صورة المجتمع الذي يحملن بالعيش فيه وهذا ما توضحه السيدة سدة

"لدي تحفظات على النسوية التي نشأت في الغرب ولها اسس لادينية مثل مفهوم الجندر، ورغم الهدف النبيل للحركات النسوية الا ان البعض منها تحول الى صراع بين الجنسين"

قد يتسائل البعض عن الهدف الذي تسعى النسويات اليوم الى انجازه بعد ان تم تشريع القوانين ووضع النظم التي تكفل حقوق المرأة. اليس ما تحقق كافيا؟ عن هذا السؤال تجيب الروائية دينا سليم حنحن

"بالفعل لدينا نساء متعلمات ومثقفات بنسبة اعلى من الرجل لكهن مكبلات بسلاسل عديدة لا يستطعن التحرر منها"
الروائية دينا سليم حنحن
الروائية دينا سليم حنحن
وتضيف الروائية دينا سليم حنحن والتي تحتفي بالمرأة في كل كتاباتها وتجعل من قضاياها المحور الرئيسي لكل الاحداث

"انا نصيرة المرأة وبرأي كلما كتبنا عن المرأة كلما وضعنا يدنا على الجرح الذي يلتأم بشكل مؤقت. يجب لهذه المرأة ان تستفيق وان تعرف انها كائن جميل..اين هي المرأة التي كانت تحكم العالم؟"

وتضيف الدكتورة رندا عبد الفتاح ان هناك بالفعل تغييرا مجتمعيا ايجابيا في مفهوم حقوق المرأة وتمكينها مشددة على ان الحل يبدأ دائما من المنزل ليمتد بعد ذلك الى المؤسسات التعليمية والدينية والاقتصادية

"التغيير يبدأ مما نعلمه لاطفالنا وما يشاهدون من سلوكيات وتعامل في المنزل"

وتؤمن الناشطة اسراء سدة بأن للمرأة دور فاعل ليس فقط كمستفيدة من التغيير بل كصانعة له وعليها ان تبدأ بنفسها

"الذكورية ليست للرجل فقط فهناك نساء يؤمنّ بها، فمن الطبيعي ان نجد نساء راضيات بالظلم ويرفضن التغيير"

وتقول ايمان الدسوقي إنه ورغم تحقيق الكثير من التقدم في مجال تمكين المرأة الا ان الطريق مازال طويلا امام الساعيات لمجتمع منصف للجميع وهذا برأيها سر الغضب والمرارة التي تصبغ نقاشات بعض النسويات وطروحاتهن

"رغم كل الحراك النسوي فأن الاحصائيات تخبرنا ان النساء في استراليا مازلن يحصلن على راتب اقل من اقرانهن الرجال في نفس المنصب، ومازالت المرأة ضحية للعنف المنزلي...الا يستدعي كل هذا الغضب والالم؟"

شارك